العاشق الأسمراني المدير العام
عدد المساهمات : 143 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 30/05/2009 الموقع : hussam_alarab@
| موضوع: الأسرة العربية والتنشئة الإجتماعية الإثنين يونيو 01, 2009 4:02 pm | |
| الأسرة العربية والتنشئة الاجتماعية أحمد جميل حمودي ahmad_hamody2000@yahoo.comالأسرة هي أهم وأقدم النظم والمؤسسات الاجتماعية باعتبار أن كل عضو فيها له مركز وله دور. وهي عالمية أي موجودة في كل المجتمعات الإنسانية وان اختلفت أشكالها كما هو معروف في أدبيات الانثروبولوجيا Anthropology . وهي تعكس صفات المجتمع بل إنها نموذجا مصغرا للمجتمع ذاته, كما يعتبر المجتمع نموذجا مكبرا للأسرة, فمؤسسات المجتمع الأخرى-خاصة المدرسة والدولة- تغذي وتدعم ما بدأته الأسرة مع أبنائها في مرحلة الطفولة المتأخرة والأسرة بدورها تتلقى قيمها ومعاييرها من مؤسسات المجتمع, وخاصة من المؤسسة الدينية والأنظمة التسلطية. وقد وجدت من اجل استمرار حياة الإنسان في الجماعة وتنظيمها بل هي الجماعة الإنسانية الأولى التي يتعامل معها الفرد ويحتك بها احتكاكا مستمرا. ولذلك جاءت النظرة إلى الأسرة كوحدة كلية لان وحدة الحياة لا تتمثل في الفرد نفسه وإنما تتمثل في الأسرة حيث إن الفرد لا يمكنه أن يكوّن الحياة بمفرده وإنما تتكون بتكامل الذكر والأنثى معا. وإذا كان ابن خلدون(مؤسس علم الاجتماع العربي) قد سطر مقولته الشهيرة في المقدمة بان "الإنسان مدني(اجتماعي) بطبعه" فان أول بنية اجتماعية يجد الإنسان فيها نفسه هي الأسرة. ففيها يعيش الإنسان السنوات الأولى من عمره التي تشكل أنماط شخصيته الاجتماعية,وهي المركز الأساسي لحياة الفرد,والمكان الطبيعي لنشأة العقائد الدينية واستمرارها. والأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي يتلقى فيها الفرد مبادئ التربية الاجتماعية والسلوك وآداب المحافظة على الحقوق والقيام والواجبات هذا فضلا عن أن ما بها من عادات وتقاليد تربط أفراد الأسرة بعضهم ببعض,ثم تربطهم بالمجتمع الذي يعيشون فيه. فالأسرة كما يعبر عن ذلك تقرير دايلور تشكل أول مكان تبدأ فيه التربية من أي نوع وهي تشكل بذلك حلقة الوصل بين الوجدان والفكر,كما تمثل المكان الذي تلقن فيه القيم وموازين الحكم. كما تعتبر الأسرة الوعاء الثقافي الأول الذي تشكل حياة الفرد ويتناوله بالتنشئة,فالأسرة أداة لنقل الثقافة وتختار من الثقافة ما تراه مهمّا حيث تقوم بتفسيره وإصدار الأحكام عليه,مما يؤدي إلى التأثير على اتجاهات الطفل لعدد كبير من السنين, وعليه يمكن القول إن نظرة الطفل إلى الميراث الثقافي تتكون من وجهة نظر أسرته. كما تقوم الأسرة بمهمة التطبيع الاجتماعيSocialization فتصبغ سلوك الطفل بصبغة اجتماعية, وكما سنرى أن الطفل في جميع أحواله يعكس مشاعر أسرته ومدى ثقة أفرادها في أنفسهم, فما نشا عليه المرء واكتسبه من اتجاهات في طفولته,إنما يرتسم على طول حياته,لان الخبرات التي يمر بها خلال طفولته تظل منقوشة على سلوكه وعلى سلوكه وعلى وجهه وتتبدى في حركته وفي نظرته وفي مناحي سلوكه وعلاقته بالآخرين. ونوعية العلاقات في الأسرة تختلف من أسرة لأخرى, فعلى مستوى الأسلوب الانفعالي واتجاهات أعضاء الأسرة نحو بعضهم نجد أن بعض الأسر تتسم بالدفء الانفعالي والبعض الآخر يتسم بالبرود,ونجد أعضاء بعض الأسر متباعدين وأعضاء اسر أخرى ذوي علاقة حميمة تكافلية,وبعض الأسر منفتحة على الآخرين بينما نجد أخرى منغلقة.... | |
|